Hassan Abdallah
1:53 PM


 

حانة "جدل بيزنطي" تكرم مجموعة من الشعراء

الشاعر حسن عبدالله

بدأت حانة "جدل بيزنطي" التي دأبت على تنظيم أمسيات شعرية أسبوعية منذ أكثر من ثلاث سنوات، سلسلة تكريمات لعدد من الشعراء، بالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية، وضمن فعاليات بيروت عاصمة عالمية للكتاب.
ووفقا لصحيفة "القدس العربي" كانت أولى التكريمات هذه التي تشمل شعراء من بينهم حسن عبد الله، بول شاوول، محمد العبد الله، شوقي بزيع، محمد علي شمس الدين، موريس عوّاد، جودت فخر الدين وعصام العبدالله، كانت مع الشاعر حسن عبد الله، في حضور عدد كبير من الشعراء والصحفيين والناشطين الثقافيين من بينهم الكاتب رياض الريس، الشعراء عصام العبد الله، شوقي بزيع، محمد علي شمس الدين، جودت فخر الدين، محمد العبد الله، شبيب الأمين (صاحب الحانة)، فادي ناصر الدين، علي مطر، الشاعران السوريان زهير غانم وبشير بكر، الشاعر العراقي خالد المعالي، الشاعر العماني محمد الحارثي، الروائيتان علوية صبح وهالة كوثراني، مسئول الأنشطة الثقافية في معهد جوته عبد الله عنان، وآخرون.
افتتح ليلة التكريم الشاعر ناظم السيد بكلمة تحدث فيها عن تجربة الحانة ومعنى هذه التجربة ودلالاتها، مشيراً إلى استضافة عشرات الشعراء بل مئات الشعراء اللبنانيين والعرب سواء أولئك الذين يعيشون في دول عربية أم في دول المهجر الأوروبي والأمريكي، إضافة إلى استضافتها شعراء غربيين عبروا في هذه المدينة.
وألقى الشاعر إسكندر حبش كلمة "بيروت عاصمة عالمية للكتاب"، كلمة لتقدّم الشاعر حسن عبد الله المحتفى به نقدياً.
وبدأ حبش كلمته بهذا المقطع من قصيدة "صيدا" والذي يقول فيه عبد الله:
حفروا في الأرض
وجدوا فخّاراً
أفكاراً
لحناً جوفياً منسرباً من أعماق البحر
حفروا في الأرض
وجدوا رجلاً يحفر في الأرض.
بعد ذلك تمَّ تقديم درع تكريمية للشاعر الذي قرأ طوال السهرة التي امتدت حتى الثانية عشرة ليلاً قصائد طرب لها المستمعون.

http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=313165&pg=27

Read On 0 comments

حسن عبد الله... من أين أدخل في القصيدة

1:42 PM


الثلاثاء ١٠ تشرين الثاني ٢٠٠٩


(مروان بوحيدر)(مروان بوحيدر)
حفروا في الأرض، وجدوا شاعراً يحفر في الأرض
عاشت المدينة ذات مرّة على وقع قصائدهم، فعُرفوا بـ«شعراء الجنوب». وكان صاحب «الدردارة» أكثرهم سريّة وخفوتاً. ثم تفرّقوا كل إلى مشروعه، ومضى حسن عبد الله إلى صمته. بقي الشاعر بامتياز، حتّى في كسله. قبل أيّام احتفت به حانة «جدل بيزنطي» ضمن «بيروت عاصمة عالميّة للكتاب»
حسين بن حمزة
أصدر حسن عبد الله ثلاث مجموعات شعرية فقط: «أذكر أنني أحببت» (1978)، «الدردارة» (1981) وهي قصيدة طويلة، و«راعي الضباب» (1999). إنه مقلّ، نقول لأنفسنا. لكن متى كان الكمُّ معياراً لتحديد مواهب الشعراء ومهاراتهم ومراتبهم؟ وحين نلاحظ أنّ 18 عاماً تفصل بين المجموعة الثانية والثالثة، وأن الثالثة مضى على صدورها 10 أعوام، من دون أن تعقبها مجموعة رابعة، نقول إنه كسولٌ وغير مكترثٍ أيضاً. لكن أليس الكسل صفة جوهرية في الكتابة الشعرية نفسها؟ في ماضينا الشعري، شعراء مقلّون، وآخرون عُدُّوا في فئة أصحاب القصيدة الواحدة، وشعراء لم يصلنا من نتاجهم إلا أبياتٌ متفرقة، كما أن بعض الشعراء الغزيري الإنتاج مخلَّد في ذاكرتنا بسبب قصيدة مفردة أو بيتٍ شعري واحد. علينا أن نصنِّف حسن عبد الله في بابٍ واحد مع هذا النوع من الشعراء الممسوسين بالشعر، وغير المبالين بالإكثار منه في آن واحد. كأن الشعر يأتيهم من زهدهم فيه لا من لهفتهم عليه. أو كأنهم يفضِّلون القصيدة التي تستسلم برضاها لفخاخ مخيلاتهم، لا تلك التي ينبغي تعقّبها بعدَّة وعتاد كاملين، واصطيادها بقوة وتعسُّفْ. صاحب «الدردارة» شاعر حقيقي. لا يضيره إن كان مقلاً وكسولاً، وغيره مكثرٌ ومثابر. شعراء جيله سبقوه عدديّاً بعدد دواوينهم، لكنَّ هذا لم يُفقده رُتبته العالية بين صفوة مجايليه. كأنَّ هؤلاء وسَّعوا مساحات حضورهم، من دون أن يُقضم سنتمترٌ واحدٌ من المساحة التي يحتلها صاحب قصيدة «صيدا» التي تكاد أن تكون كافيةً وحدها لتخليد الشاعر.
مهارة في إخفاء الألم والوحشة ودفنهما تحت الصور والاستعارات
لا نزال نتذكر مطلع القصيدة ونتحسّس نضارته كما لو أنّه كُتب للتو: «حفروا في الأرضْ/ وجدوا امرأةً تزني/ ملكاً ينفضُ عن خنجره الدمْ/ حفروا في الأرضْ/ وجدوا فخَّاراً/ أفكاراً/ لحناً جوفياً منسرباً من أعماق البحرْ/ حفروا في الأرضْ/ وجدوا رجلاً يحفر في الأرضْ». لا ينجو القارئ من الكهرباء التي تسري في هذا المقطع. لعلَّ هذا الشعر كُتب بحبرٍ يحظى بديمومة تخوِّله الصمود في وجه الزمن، نقول ذلك لأنفسنا نحن الذين لطالما تبادلنا، شفاهيةً، شغفنا بهذا المطلع واتفقنا في ما بيننا على أنه كافٍ لإطالة ذكر حسن عبد الله في ذاكرتنا حتى لو لم يكتب غيره. كتب الشاعر أعمالاً قليلة لكنها، بشيء من المبالغة المحبَّبة، تعادل ما بقي وصفا من أعمال الآخرين الكثيرة. لقد اهتدى مبكراً إلى نبرة وإمضاء شخصيين. تقاسم مناخات الريف الجنوبي مع زملائه الجنوبيين، وتقاسم معهم الولع بالإيقاع والقافية، لكنه حافظ على عبارةٍ أكثر خفوتاً، ومعجم واضح نجَّاه من التهويم اللغوي والتفجّع البلاغي. لقد نجح كلّ واحد من ذلك الرهط الشعري الذي سُمّي يوماً بـ«شعراء الجنوب»، في خلق انعطافة ذاتية جعلت تلك التسمية تضيق بهم فرادى بعدما جمعتهم شباناً في أولى تجاربهم. حسن عبد الله استثمر الطبيعة، والحياة الجنوبية، في قصيدة ذات مزاج منتبه إلى التفاصيل والجزئيات لا إلى الكليات والتجريدات. المعاني في هذه القصيدة مرنة وذكية ودقيقة، وتكاد تكون نثرية أحياناً.
لنقرأ من قصيدة «صيدا» نفسها: «وأطلقتُ حريتي وذكائي ككلبين/ بين الشوارع والأبنية/ فعادا برأس من المال يشبه رأس امرئ قرويّ/ يجوب المدينة/ بحثاً عن الخبز والماء والكهرباء». الإيقاع هنا متدفّق وسيَّال، لا يسبق المعنى ولا يضيِّق عليه مرونته وحريته. أحياناً نحسّ أن الشاعر يكتب قصيدة تفعيلة بمنطق قصيدة نثر شفوية ويومية، من النوع الرائج لدى الشعراء الشبان اليوم. ينطبق ذلك على قصيدة «الدردارة» التي مزج ببراعة ذكريات الطفولة وتفاصيل الطبيعة في مسقط رأسه مع نبرته الشعرية. لنقرأ: «وكان الماءُ يعمل نادلاً في السهل/ ندعوه/ فيأتي راكضاً ... متمهلاً». ونجد المنطق عينه في مجموعته الثالثة التي ضمت قصائد مكتوبة بإيعازٍ قصصي وسردي واضح، كما هي الحال في قصيدة «مرَّ عام» التي يحفظ بعضنا مقاطع منها بسبب السردية والفكاهة اللتين تسريان فيها: «وحدتي قلعتي/ حبث جسمي قويٌّ/ وقلبي منيعٌ/ وسرّي مقدسْ/ أيُّ امرأةٍ تتقدم من جنتي هذه/ سأواجهها بالمسدس». نفكر أنَّ الشاعر يبالغ أحياناً في الفكاهة والكوميديا، ويستطيب تفاعل الجمهور مع مرح جملته وبساطتها، لكنه سرعان ما يكشف الوجه التراجيدي والفلسفي لهذه الجملة، فندرك أن الفكاهة تنطوي على مهارة عالية في إخفاء الألم والوحشة، ودفنهما تحت السطح الفوَّار واللاهي للصور والاستعارات، وهي بالمناسبة استعارات مبتكرة وشديدة الذكاء. على أيّة حال، جِدّة الاستعارات وقوة التأمل الداخلي فيها كانتا جزءاً أساسياً من شعرية حسن عبد الله وفرادة تجربته. لنتذكر هنا أنَّه أدهشنا منذ باكورته، بلغةٍ فيها الكثير من الحكمة والتأمل والفلسفة. كم كان لافتاً أن يبدأ الشاعر شبابه الشعري بنبرة متفلسفة وكهلة، فيكتب: «لستُ شيئاً سوى/ غصنٍ يابسٍ/ لن أصادق فصلاً ولن/ يعرف الحرثَ حقلي»، أو «انتهى كل شيء/ أنا الآن أكسرُ عنقي كنسرٍ عجوزٍ/ وأهوي إلى السفحِ/ منخفضٌ كالقبور حنيني.».





http://www.al-akhbar.com/ar/node/164947

Read On 0 comments
Read On 0 comments
4:08 PM
إسمع يا رضا

سارة أسعد

من
الصعب الحديث عن كتاب «لست لصّاً» دون بسمة وتفكير مأخوذ بجمالية النص الأدبي والدهشة التي يتوجه بها الشاعر والكاتب الكبير حسن عبد الله إلى قرائه الصغار. صدر الكتاب عن دار الحدائق، في إطار السلسلة القصصية للفتيان والفتيات. يتحدّث الكاتب عن ولد وجد محفظة سقطت من رجل على الطريق فلحق به ثم أضاعه، وبقي يبحث عنه حتّى وجده وأعاد له ماله. يركّز الكاتب تفكير قارئه على موضوع المكافأة والتهاني التي حصل عليها الولد لإعادته المال إلى صاحبه، رغم ما عاناه البطل الصغير من مغامرات تحت الأمطار ومن أخطاء الرجل ومن ثمّ مرضه. تُروى القصّة بلسان الطّفل نفسه، جاعلة من تماهي القارئ مع الشخصية أمراً ممتعاً ومثيراً في الآن نفسه، فالشّكل الأدبي للكتاب غير تقليديّ بالمقارنة مع كتب الأطفال السائدة. يبدأ الولد قصّته مستغرباً الكمّ الهائل من التهاني التي حصل عليها جرّاء عدم كونه لصّاً، ثم ينطلق ليروي الحكاية من البداية بأسلوب رشيق، ترقص جمله القصيرة على وقع كثرة أفعال الحركة التي تترك القارئ الصغير حابساً أنفاسه، شاعراً بلسعة البرد مع الولد وقلقاً مهموماً عند التفكير بالرّجل الذي أوقع محفظته.
يتميّز أسلوب الكتاب أيضاً بتبدّل أنواع الجمل من استفهام إلى تعجّب وانفعال بحركة سريعة تترجم تتالي الأفكار في رأس البطل الصغير، وتقدم للقارئ تحدّياً يحفز سرعة تفكيره ومحاكاة غير مصطنعة لذكائه، وقدرته على اللّعب واللّهو بين كلمات سهلة الفهم وأفكار حقيقية. ليس على الكاتب اللّجوء إلى السّحر والحيوانات الناطقة والعوالم الغريبة لإدهاش قارئه الصّغير، فلا نراه يستقي الأفكار المتطرّفة لاستفزاز البسمة مثلاً، بل يكتفي بالتجوال في بال طفل عاديّ، تلميذ في مدرسة، له أهل وأصدقاء وجارة صوتها ثخين، طفل مثل أيّ طفل آخر، يبرد ويمرض ويحزن ويفرح. أمّا عن الصّور، فتلك قصّة أخرى، إذ يدهش حسان زهر الدّين العين برسوم أقلّ ما يقال فيها إنّها ممتعة ومتنوّعة. إلّا أنّ الرسوم، على جمالها وحرفيّتها، تبقى ترجمة مباشرة (جدّاً) للنّص المتفوّق دوماً عليها بقوّة الانطباع اللّغوي والتّأثير على القارئ الصّغير، وتفشل في الارتقاء إلى دورها بتكملة النصّ.
لا يبجّل الكاتب قيماً بطولية مبالغاً فيها، و«ما بتمرق على حدا»، بل يسخرمن خلال بطله من قصص الأطفال المبتذلة المبنية على التناقض السطحي بين الخير والشر، واضعاً بذلك تفكير القارئ في نصاب تربويّ واقعيّ، من خلال التحدّث عن الجانب الإيجابيّ (ليس لصّاً) مع عدم التّركيز على الاحتمال السلبيّ.
بواقعيّة ممتعة وبساطة مطلقة، يبدو حسن عبد الله وكأنّه يكتب للطّفل الذي كانه، للطّفل الذي نشتاق إليه ونادراً ما نتواصل معه في الكتب التي تتوجّه إليه، يبدو كأنّه يكتب للطّفل في كلّ منّا، منتزعاً بسمة عفويّة، تصقل ذوق القارئ الصغير وتذكّر القارئ «الكبير» بانفعالاته الأولى.

عدد الاربعاء ٣ كانون الأول ٢٠٠٨


جميع الحقوق محفوظة، ٢٠٠٩، جريدة الأخبار

http://www.al-akhbar.com/ar/node/106343

Read On 0 comments
6:00 PM


في أحوال المثقّفين وطقوسهم إغلاق مصطبة الضيعة في شارع الحمرا

رقم العدد: 506



بيروت - محمد الحجيري


لم يكن مقهى «كافيه دو باري» في شارع الحمرا (بيروت) بحاجة إلى إعلان موته وانضمامه الى لائحة المحال التي أصبحت من ضمن أرشيف منطقة رأس بيروت وذاكرته الحافلة بأحداث وشجون يومية، أبطالها نجوم وشعراء وكتاب من هذا الزمان، وهي أشبه بمرآة لسيرة لبنان وتداعياته الكثيرة. هذا المقهى أعلن موته منذ زمن!

«كافي دو باري» الذي وُضعت على بابه عبارة «ملغى» باللغة الإنكليزية منذ بداية العام الجديد، وإن «صمد» لسنوات قليلة بعد إغلاق مقهى «المودكا» ثم «الويمبي»، كان صموده وهمياً، لم يكن ناجماً عن وفرة رواده أو ارتفاع مردوده المالي والاقتصادي بل عن أمر آخر ظل غامضاً وملتبساً منذ ما يقارب العشرين عاماً بالنسبة الى الشعراء كما يقول الشاعر شوقي بزيع الذي واظب على الجلوس فيه مع شعراء آخرين، من بينهم حسن عبد الله وعصام العبد الله وجودت فخر الدين وطارق ناصر الدين، وكتّاب من بينهم الروائية علوية صبح.

كان العابر في شارع الحمرا يلاحظ جلوس «شلّة» المثقفين نفسها يومياً في المكان ذاته وعلى الكراسي ذاتها، ويقول في قرارة ذاته إنهم لا يغادرون المكان البته، كأنه شرفة بيتهم أو كأنهم ضمّنوه واستحلوا زاويته وعلى كل زائر أن يأخذ الأذن بالدخول من نظراتهم. بل ربما يسأل الزائر هؤلاء الشعراء، «هل هي حلقة ذكر يومية؟».

كثيرون يقولون إن رواد «كافيه دو باري» جعلوا من الحمرا بديلاً مدينياً عن ضيعتهم، ومن المقهى ساحتهم. وبزيع نفسه، عدا عن تسميته المقهى عموماً «شرفة المدينة»، أطلق على الـ{كافيه دي باري» لقب «مصطبة الضيعة». وبدا لافتاً أن معظم هؤلاء المثقفين تجمعه ثقافة أشلاء الحنين لبيروت القديمة أو للبلدات الجنوبية. فعلوية صبح تستنبط ألفاظ الجنوب «الغريبة» وحسن العبد الله الذي كان يمضي ساعات النهار في الـ{كافيه دو باري» والليل في مقهى «سيتي كافيه» لا يزال على علاقة وطيدة ببلدته الخيام، وحين استقر في المدينة كتب عن نبع «الدردارة» ديواناً شعرياً يُعتبر الأبرز في حياته. أما بزيع الذي يمضي أيامه في شوارع بيروت فلديه روح الاشتياق الى بلدته الجنوبية وهو يتحدث كثيراً عن حبه لنبتة الدفلى التي تجمع بين أحمر الشفاه ودم الشهدء كما يقول، وحين حاول أن يأتي بها الى شرفة منزله في بيروت لاحظ أنها أبت النموّ على النحو اللازم.

أغلق الـ{كافيه دو باري»، وأفتتحت في المقابل عشرات المقاهي في شارع الحمراء، خصوصاً في السنوات الأخيرة. لكن ما يميّز هذا المقهى أنه في الواجهة، يحمل ذكريات زمن غابر، يقول بزيع، أحد أبرز الذين رثوه: «كان الـ «كافي دو باري» الممر الإجباري اليومي الذي يفصل بين بدايات النهار ونهاياته. وعلى امتداد ساعتين ونصف من الزمن كان الخيال اللمّاح وحده هو ما يمكّن طاحونة الكلام من الدوران. وكانت البديهة السريعة المدعومة بالمعرفة والتمرّس هي ما يحدد مواقع الجلساء وتراتبيّتهم المناسبة. كان الكلام يدور على الشعر كما على الرواية والمسرح والسياسة، وعلى الحب والجنس كما على الزمن وأمراض الكهولة والعقاقير التي تساعد في ترميم الأجساد المتهالكة. وإذا كانت النميمة بأنواعها هي ملح الجلسات والعصب الأهم الذي يمدها بأسباب التجدد وأمصال الضحك فهي لم تكن في أي حال وجهاً من وجوه الشتيمة والبغضاء والحقد الأسود، بل كانت مشروطة دائماً بالحنكة والابتكار والحس الكاريكاتوري».

شيخوخة واضحة

لفظ شارع الحمرا مقهى «كافيه دي باري» الذي افتتحه جو أبيلا عام 1982، ولم يكن يستضيف من الرواد الذين يقصدونه ظهيرة كل يوم سوى أعداد قليلة. بدت شيخوخة المقهى واضحة للعيان أمام كل من يحدق في جدرانه المتآكلة وألوانه الداكنة. شخصياً، لم أستسغ هذا المقهى خصوصاً هندسته، بدا كأنه من زمن مضى. ولم أفكر في الجلوس فيه يوماً، شعرت أنني إذا دخلت سيراقبني المثقفون. وفي المرة الأخيرة التي قصدته فيها، كنت على موعد مع الكاتب العراقي خالد مطلك الذي وجدته مشغولاً بذكرياته مع صديقه رياض قاسم، حينها شعرت بغربة في ذلك المقهى، كأنه غرفة من دون كهرباء، أو حالة من «النشاز»، عتمة بين محال كثيرة بواجهات لامعة ومضيئة تعكس واقع الحداثة.

لفظ الشارع مقهى المثقفين لا يعني أن الشارع انتهى كما يعتقد شعراء كثيرون، لا ينظرون الى تحوّلات الشارع ومحاله الجديدة. عيونهم شاخصة الى الوراء والذكريات والذاكرة دائماً، وهم لم يألفوا الأمكنة الجديدة. فعدا مقاهي النراجيل التي اجتاحت الشارع ولها روادها الكثر من نساء ورجال ومراهقين، تتوافر المطاعم التي تتنوّع بين الجنوب أفريقي (ناندوز) والإيطالي (نابوليتانا) والصيني (شوبستيكس) والأميركي (رودستير) والفرنسي (ليناز) واللبناني طبعاً. من دون أن ننسى مقهى «يونس» الذي يستقطب الفئات الشبابية المثقفة من رسامين وكتاب ومخرجين.

ربما كان بعضهم على حق حين اعتبر أن المقهى في بيروت لم يعد ملتقى المثقفين. فحين أقفل «المودكا» حدث ما يشبه التظاهرة الثقافية دفاعاً عن بقائه في واجهة المدينة موئلاً للذاكرة، لكن صاحبه استسلم لإغراءات الاستهلاك ومحال الألبسة والماركات العالمية. كتب الكثير عن ذلك، وبدا الشاعر بول شاوول كأنه يعيش زمن الشتات، متنقلاً بين مقهى «نجار» الذي أقفل أيضاً، و{ستاربكس» الذي لا يتناسب وثقافة شاوول الذي كان جزءاً أساسياً من مشهد الرصيف في شارع الحمرا قبل أن يستقر في مقهى «لينس».

قبل أن يقفل «الويمبي» كنا عندما ننظر الى واجهته الزجاجية، نشعر كأنه مصاب بداء السرطان وينتظر موته، وهذا ما حصل فعلاً، لكن لم نقرأ مقالات ترثيه باستثناء واحدة للشاعر وديع سعادة ولوحة للفنانة ريم الجندي التي غادرت شارع الحمرا بعد «غزوة 7 ايار».

بالإضافة إلى المقاهي، تحتل النوادي الليلية مكاناً واسعاً في شارع الحمرا ومن بينها: «الريغوستو» و{البارومتر» و{دو براغ» و{جدل بيزنطي»، و{الوليمة». أصبح الشارع ملتقى الشباب الساهر الذي يستمع الى الموسيقى الصاخبة ويشاهد التلفزيون بصمت، مشكلاً ما يشبه الخلطة السحرية. أما الأمكنة الثقافية فلم تفلح في إعادة الاعتبار الى نفسها. «مسرح المدينة» لا يبدو فاعلاً في الوقت الراهن، و»البيت العلماني» «احتضر» قبل أن يبدأ، وذهبت «دار الندوة» مع رياح الحروب على الشرق الأوسط، وهذا لا ينفي المحاولة الثقافية الواضحة في مقهى «ة مربوطة» الذي بات مكاناً للقراءة والندوات، و «مقهى غرافيتي» في شارع المقدسي.

بعد أعوام قليلة سيروي اللبنانيون قصة عن شارع الحمرا الذي شهد في 22 يناير (كانون الثاني) عام 1959 افتتاح أول مقهى رصيف لصاحبه منح الدبغي وهو مقهى «الهورس شو» الذي أصبح نقطة استقطاب الأدباء والمثقفين والسياسيين اللبنانيين والعرب، وتبعه «الاكسبرس» في سنتر صباغ مطلع السبعينات، و{مانهاتن» في سنتر فرح، و{النيغرسكو» و{الستراند» و{الإلدورادو» والـ{كافيه دو باري» و{المودكا» و{الويمبي». وبالعودة الى تاريخه نكتشف أن معالم شارع الحمرا العصرية بدأت تتشكّل اعتباراً من عام 1958 عندما اندلعت الثورة وعمت الاضطرابات في مختلف أرجاء العاصمة باستثناء منطقة الحمرا التي كانت بعيدة عن الالتزامات الحزبية والمصالح السياسية المختلفة، فهجر التجار وسط مدينة بيروت إلى الشارع الذي لا يتجاوز عرضه الـ 15متراً، وراح يزدهر الى أن عاد وسط بيروت ليسرق وهجه بعد الحرب. واليوم إذ نشاهد أن «الهورس شو» أصبح مقهى لشركة عالمية في إشارة إلى علامات التحوّل في المدينة، فإن الشعراء والكتاب الذي يطمحون الى العالمية دائماً يرفضون عولمة المقاهي!


الكافيه دو باري مقفلاً


Read On 0 comments
5:45 PM

السفير:

مهرجان السنديان الثقافي في الملاجة في دورته الثالثة عشرة

29/07/2009

مهرجان السنديان الثقافي في الملاجة في دورته الثالثة عشرة 2009 والذي ستقدم فيه الأعمال الناتجة من ورشة العمل تلك إضافة إلى أعمال أخرى لتنويع البرنامج. وبالاضافة الى الشعراء العرب المشاركين في الورشة سوف يُستضاف شعراء من بريطانيا والدنمارك.
يشارك في الورشة والمهرجان من الشعراء زكريا محمد (فلسطين)، حسن عبد الله (لبنان)، أحمد الشهاوي (مصر)، ظبية خميس (الامارات)، زاهر الغافري (عمان)، عاشور الطويبي (ليبيبا)، جمانة مصطفى (الاردن)، أحمد الملا (السعودية)، رولا حسن (سوريا)، غسان جواد (لبنان)، ابراهيم الجرادي (سوريا)، جيمس بيرن (بريطانيا)، فراس سليمان (سوريا)، ياسبر برغ (الدنمارك). ومن التشكيليين عصام طنطاوي (الاردن)، تانيا صفي الدين (لبنان)، محمد الوهيبي (فلسطين)، رياض نعمة (العراق)، حسكو حسكو (سوريا)، رؤية عيسى (سوريا)، اسامة دياب (فلسطين)، ريم يسوف (سوريا)، عماد صبري (سوريا). وستقام في المهرجان حفلتان موسيقيتان، الاولى للفنان اللبناني سامي حواط وفرقته، والثانية لفرقة الجاز السورية (فتت لعبت). المهرجان يقام برعاية وزارة الثقافة وتزامنا مع احتفالات القدس عاصمة ثقافية للعام 2009.

Read On 0 comments
5:40 PM
Arts In Lebanon





الشاعر - حسن عبد الله

المؤلفات الشعري




ولد في الخيام – جنوب لبنان ، ونشأ في عائلة مولعة بالادب الشعبي مما ولد لديه حب القصص والاساطير .

بدأ يكتب الشعر في سنوات مبكرة.

تلقى دروسه في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة في بلدته الخيام وتابع تعليمه الجامعي في بيروت حيث لا يزال يعمل ويقيم منذ اكثر من ثلاثين عاماً .

حصل على إجازة في الادب العربي ودرّس مادة الادب لفترة طويلة .

كتب حسن عبد الله للاطفال فصدر له حوالي ستين كتاباً بين شعر ونثر شكلت علامة بارزة في أدب الاطفال في لبنان والعالم العربي .

شارك حسن عبد الله في مهرجانات شعرية محلية وعالمية . كما شارك في ندوات ومؤتمرات أدبية عربية وترجمت مختارات من شعره الى الفرنسية والانكليزية والالمانية والاسبانية والروسية .

حصل على اكثر من جائزة ادبية ، وكُرّم في مهرجان السينما الدولي الحادي عشر للاطفال في القاهرة .

إنقطع عن كتابة الشعر ثمانية عشر عاماً واطل بعدها بمجموعته "راعي الضباب" التي شكلت تطوراً نوعياً في مسيرته الشعرية ، واثارت ، بواقعيتها الحادة ولغتها اليومية المباشرة وأبعادها التعبيرية اهتمام النقاد .

تحولت بعض قصائده للاطفال الى اغنيات بالحان وليد غلميه واحمد قعبور. كما غنى ، من شعره ، مارسيل خليفة .

على عكس التيار السائد في الشعر يميل حسن عبد الله الى الشعر "الواقعي" . ولكنه يعتمد أسلوباً وصفياً مؤثراً سوف يكشف عن العلاقات المقنعة التي تهدد وجودنا الانساني .



تدور معظم قصائد حسن عبد الله حول أجزاء من سيرته الذاتية بين الخيام وصيدا وبيروت . الا ان وقائع هذه السيرة مشحونة بالتأملات التي تعكس مناخ مرحله شكلت تحولاً نوعياً على الصعيدين الثقافي والاجتماعي .

ومن ناحية ثانية تتجاوز السيرة الذاتية في شعر حسن عبد الله سياقها التاريخي لتأخذ منحى درامياً يتشكل في تجربة راهنة ويعبر عن علاقته (علاقة الشاعر) المتأزمة بالواقع .

نشر حسن عبد الله قصائده في عدد من المجلات والصحف الادبية ، كما نشر في مطلع حياته عدداً من القصص القصيرة .

اما اعماله الشعرية فهي :

-أذكر أنني أحببت – دار الفارابي 1972

-الدردارة – دار الفارابي 1981

-راعي الضباب – دار رياض الريس للكتب والنشر 1999 .



المؤلفات


أذكر أنني أحببــت



http://www.8artslebanon.com/index.cfm?
Read On 1 comments

Followers

You can replace this text by going to "Layout" and then "Page Elements" section. Edit " About "