حسن عبد الله... من أين أدخل في القصيدة
1:42 PM
حفروا في الأرض، وجدوا شاعراً يحفر في الأرض
عاشت المدينة ذات مرّة على وقع قصائدهم، فعُرفوا بـ«شعراء الجنوب». وكان صاحب «الدردارة» أكثرهم سريّة وخفوتاً. ثم تفرّقوا كل إلى مشروعه، ومضى حسن عبد الله إلى صمته. بقي الشاعر بامتياز، حتّى في كسله. قبل أيّام احتفت به حانة «جدل بيزنطي» ضمن «بيروت عاصمة عالميّة للكتاب»
أصدر حسن عبد الله ثلاث مجموعات شعرية فقط: «أذكر أنني أحببت» (1978)، «الدردارة» (1981) وهي قصيدة طويلة، و«راعي الضباب» (1999). إنه مقلّ، نقول لأنفسنا. لكن متى كان الكمُّ معياراً لتحديد مواهب الشعراء ومهاراتهم ومراتبهم؟ وحين نلاحظ أنّ 18 عاماً تفصل بين المجموعة الثانية والثالثة، وأن الثالثة مضى على صدورها 10 أعوام، من دون أن تعقبها مجموعة رابعة، نقول إنه كسولٌ وغير مكترثٍ أيضاً. لكن أليس الكسل صفة جوهرية في الكتابة الشعرية نفسها؟ في ماضينا الشعري، شعراء مقلّون، وآخرون عُدُّوا في فئة أصحاب القصيدة الواحدة، وشعراء لم يصلنا من نتاجهم إلا أبياتٌ متفرقة، كما أن بعض الشعراء الغزيري الإنتاج مخلَّد في ذاكرتنا بسبب قصيدة مفردة أو بيتٍ شعري واحد. علينا أن نصنِّف حسن عبد الله في بابٍ واحد مع هذا النوع من الشعراء الممسوسين بالشعر، وغير المبالين بالإكثار منه في آن واحد. كأن الشعر يأتيهم من زهدهم فيه لا من لهفتهم عليه. أو كأنهم يفضِّلون القصيدة التي تستسلم برضاها لفخاخ مخيلاتهم، لا تلك التي ينبغي تعقّبها بعدَّة وعتاد كاملين، واصطيادها بقوة وتعسُّفْ. صاحب «الدردارة» شاعر حقيقي. لا يضيره إن كان مقلاً وكسولاً، وغيره مكثرٌ ومثابر. شعراء جيله سبقوه عدديّاً بعدد دواوينهم، لكنَّ هذا لم يُفقده رُتبته العالية بين صفوة مجايليه. كأنَّ هؤلاء وسَّعوا مساحات حضورهم، من دون أن يُقضم سنتمترٌ واحدٌ من المساحة التي يحتلها صاحب قصيدة «صيدا» التي تكاد أن تكون كافيةً وحدها لتخليد الشاعر.

سارة أسعد
من الصعب الحديث عن كتاب «لست لصّاً» دون بسمة وتفكير مأخوذ بجمالية النص الأدبي والدهشة التي يتوجه بها الشاعر والكاتب الكبير حسن عبد الله إلى قرائه الصغار. صدر الكتاب عن دار الحدائق، في إطار السلسلة القصصية للفتيان والفتيات. يتحدّث الكاتب عن ولد وجد محفظة سقطت من رجل على الطريق فلحق به ثم أضاعه، وبقي يبحث عنه حتّى وجده وأعاد له ماله. يركّز الكاتب تفكير قارئه على موضوع المكافأة والتهاني التي حصل عليها الولد لإعادته المال إلى صاحبه، رغم ما عاناه البطل الصغير من مغامرات تحت الأمطار ومن أخطاء الرجل ومن ثمّ مرضه. تُروى القصّة بلسان الطّفل نفسه، جاعلة من تماهي القارئ مع الشخصية أمراً ممتعاً ومثيراً في الآن نفسه، فالشّكل الأدبي للكتاب غير تقليديّ بالمقارنة مع كتب الأطفال السائدة. يبدأ الولد قصّته مستغرباً الكمّ الهائل من التهاني التي حصل عليها جرّاء عدم كونه لصّاً، ثم ينطلق ليروي الحكاية من البداية بأسلوب رشيق، ترقص جمله القصيرة على وقع كثرة أفعال الحركة التي تترك القارئ الصغير حابساً أنفاسه، شاعراً بلسعة البرد مع الولد وقلقاً مهموماً عند التفكير بالرّجل الذي أوقع محفظته.
يتميّز أسلوب الكتاب أيضاً بتبدّل أنواع الجمل من استفهام إلى تعجّب وانفعال بحركة سريعة تترجم تتالي الأفكار في رأس البطل الصغير، وتقدم للقارئ تحدّياً يحفز سرعة تفكيره ومحاكاة غير مصطنعة لذكائه، وقدرته على اللّعب واللّهو بين كلمات سهلة الفهم وأفكار حقيقية. ليس على الكاتب اللّجوء إلى السّحر والحيوانات الناطقة والعوالم الغريبة لإدهاش قارئه الصّغير، فلا نراه يستقي الأفكار المتطرّفة لاستفزاز البسمة مثلاً، بل يكتفي بالتجوال في بال طفل عاديّ، تلميذ في مدرسة، له أهل وأصدقاء وجارة صوتها ثخين، طفل مثل أيّ طفل آخر، يبرد ويمرض ويحزن ويفرح. أمّا عن الصّور، فتلك قصّة أخرى، إذ يدهش حسان زهر الدّين العين برسوم أقلّ ما يقال فيها إنّها ممتعة ومتنوّعة. إلّا أنّ الرسوم، على جمالها وحرفيّتها، تبقى ترجمة مباشرة (جدّاً) للنّص المتفوّق دوماً عليها بقوّة الانطباع اللّغوي والتّأثير على القارئ الصّغير، وتفشل في الارتقاء إلى دورها بتكملة النصّ.
لا يبجّل الكاتب قيماً بطولية مبالغاً فيها، و«ما بتمرق على حدا»، بل يسخرمن خلال بطله من قصص الأطفال المبتذلة المبنية على التناقض السطحي بين الخير والشر، واضعاً بذلك تفكير القارئ في نصاب تربويّ واقعيّ، من خلال التحدّث عن الجانب الإيجابيّ (ليس لصّاً) مع عدم التّركيز على الاحتمال السلبيّ.
بواقعيّة ممتعة وبساطة مطلقة، يبدو حسن عبد الله وكأنّه يكتب للطّفل الذي كانه، للطّفل الذي نشتاق إليه ونادراً ما نتواصل معه في الكتب التي تتوجّه إليه، يبدو كأنّه يكتب للطّفل في كلّ منّا، منتزعاً بسمة عفويّة، تصقل ذوق القارئ الصغير وتذكّر القارئ «الكبير» بانفعالاته الأولى.
عدد الاربعاء ٣ كانون الأول ٢٠٠٨
جميع الحقوق محفوظة، ٢٠٠٩، جريدة الأخبار
http://www.al-akhbar.com/ar/node/106343في أحوال المثقّفين وطقوسهم إغلاق مصطبة الضيعة في شارع الحمرا
السفير:
مهرجان السنديان الثقافي في الملاجة في دورته الثالثة عشرة
29/07/2009
مهرجان السنديان الثقافي في الملاجة في دورته الثالثة عشرة 2009 والذي ستقدم فيه الأعمال الناتجة من ورشة العمل تلك إضافة إلى أعمال أخرى لتنويع البرنامج. وبالاضافة الى الشعراء العرب المشاركين في الورشة سوف يُستضاف شعراء من بريطانيا والدنمارك.
يشارك في الورشة والمهرجان من الشعراء زكريا محمد (فلسطين)، حسن عبد الله (لبنان)، أحمد الشهاوي (مصر)، ظبية خميس (الامارات)، زاهر الغافري (عمان)، عاشور الطويبي (ليبيبا)، جمانة مصطفى (الاردن)، أحمد الملا (السعودية)، رولا حسن (سوريا)، غسان جواد (لبنان)، ابراهيم الجرادي (سوريا)، جيمس بيرن (بريطانيا)، فراس سليمان (سوريا)، ياسبر برغ (الدنمارك). ومن التشكيليين عصام طنطاوي (الاردن)، تانيا صفي الدين (لبنان)، محمد الوهيبي (فلسطين)، رياض نعمة (العراق)، حسكو حسكو (سوريا)، رؤية عيسى (سوريا)، اسامة دياب (فلسطين)، ريم يسوف (سوريا)، عماد صبري (سوريا). وستقام في المهرجان حفلتان موسيقيتان، الاولى للفنان اللبناني سامي حواط وفرقته، والثانية لفرقة الجاز السورية (فتت لعبت). المهرجان يقام برعاية وزارة الثقافة وتزامنا مع احتفالات القدس عاصمة ثقافية للعام 2009.


|
بدأ يكتب الشعر في سنوات مبكرة.
تلقى دروسه في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة في بلدته الخيام وتابع تعليمه الجامعي في بيروت حيث لا يزال يعمل ويقيم منذ اكثر من ثلاثين عاماً .
حصل على إجازة في الادب العربي ودرّس مادة الادب لفترة طويلة .
كتب حسن عبد الله للاطفال فصدر له حوالي ستين كتاباً بين شعر ونثر شكلت علامة بارزة في أدب الاطفال في لبنان والعالم العربي .
شارك حسن عبد الله في مهرجانات شعرية محلية وعالمية . كما شارك في ندوات ومؤتمرات أدبية عربية وترجمت مختارات من شعره الى الفرنسية والانكليزية والالمانية والاسبانية والروسية .
حصل على اكثر من جائزة ادبية ، وكُرّم في مهرجان السينما الدولي الحادي عشر للاطفال في القاهرة .
إنقطع عن كتابة الشعر ثمانية عشر عاماً واطل بعدها بمجموعته "راعي الضباب" التي شكلت تطوراً نوعياً في مسيرته الشعرية ، واثارت ، بواقعيتها الحادة ولغتها اليومية المباشرة وأبعادها التعبيرية اهتمام النقاد .
تحولت بعض قصائده للاطفال الى اغنيات بالحان وليد غلميه واحمد قعبور. كما غنى ، من شعره ، مارسيل خليفة .
على عكس التيار السائد في الشعر يميل حسن عبد الله الى الشعر "الواقعي" . ولكنه يعتمد أسلوباً وصفياً مؤثراً سوف يكشف عن العلاقات المقنعة التي تهدد وجودنا الانساني .
تدور معظم قصائد حسن عبد الله حول أجزاء من سيرته الذاتية بين الخيام وصيدا وبيروت . الا ان وقائع هذه السيرة مشحونة بالتأملات التي تعكس مناخ مرحله شكلت تحولاً نوعياً على الصعيدين الثقافي والاجتماعي .
ومن ناحية ثانية تتجاوز السيرة الذاتية في شعر حسن عبد الله سياقها التاريخي لتأخذ منحى درامياً يتشكل في تجربة راهنة ويعبر عن علاقته (علاقة الشاعر) المتأزمة بالواقع .
نشر حسن عبد الله قصائده في عدد من المجلات والصحف الادبية ، كما نشر في مطلع حياته عدداً من القصص القصيرة .
اما اعماله الشعرية فهي :
-أذكر أنني أحببت – دار الفارابي 1972
-الدردارة – دار الفارابي 1981
-راعي الضباب – دار رياض الريس للكتب والنشر 1999 .
المؤلفات | ||
![]() أذكر أنني أحببــت | ![]() http://www.8artslebanon.com/index.cfm? |